فصل: سنة خمس وتسعين فيها قلع الله الحجاج بن يوسف الثقفي الطائفي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر **


 سنة خمس وتسعين فيها قلع الله الحجاج بن يوسف الثقفي الطائفي

في ليلة مباركة على الأمة ليلة سبع وعشرين من رمضان وله خمس وخمسون سنة أو دونها‏.‏

وكان شجاعًا مقدامًا مهيبًا داهية فصيحًا مفوهًا بليغًا سفاكًا للدماء‏.‏

تولى الحجاز سنتين ثم العراق عشرين سنة‏.‏

وفيها توفي إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف‏.‏

روى عن أبيه وسعد وجماعة‏.‏

وفي شعبان قتل الحجاج قاتله الله سعيد بن جبير الوالبي مولاهم الكوفي المقرئ الفقيه المفسر أحد الأعلام‏.‏

وله نحو من خمسين سنة‏.‏

وفيها توفي مطرف بن عبد الله بن الشخير العامري البصري الفقيه العابد المجاب الدعوة‏.‏

روى عن علي وعمار‏.‏

وفيها توفي حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري‏.‏

سمع من خاله عثمان وهو صغير‏.‏

وكان عالمًا فاضلًا مشهورًا‏.‏

وفيها توفي إبراهيم بن يزيد النخعي الإمام أبو عمران فقيه العراق كهلًا‏.‏

أخذ عن علقمة والأسود ومسروق‏.‏

رأى عائشة وهو صبي‏.‏

سنة ست وتسعين يقال فيها توفي عبد الله بن بسر المازني بحمص‏.‏

ورخه عبد الصمد بن سعيد‏.‏

وقد مر‏.‏

وفيها قلع الله قرة بن شريك القيسي أمير مصر‏.‏

وكان عسوفًا ظالمًا‏.‏

قيل كان إذا انصرف من بناء جامع مصر دخله ودعا بالخمر والملاهي ويقول‏:‏ لنا الليل ولهم النهار‏.‏

قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله‏:‏ الوليد بالشام والحجاج بالعراق وقرة بمصر وعثمان بن حبان بالحجاز امتلأت والله الأرض جورًا‏.‏

وفيها في جمادى الآخرة توفي الخليفة أبو العباس الوليد بن عبد الملك‏.‏

وكان دميمًا سائل الأنف يتبخر في مشيته وأدبه ناقص حتى قيل إنه قرأ في الخطبة فقال ‏{‏يا ليتها كانت القاضية‏}‏ ودخل عليه أعرابي فقال‏:‏ من ختنك فقال‏:‏ المزين‏.‏

فقيل‏:‏ إنما يريد أمير المؤمنين من ختنك قال‏:‏ نعم فلان‏.‏

لكنه كان مع ظلمه كثر التلاوة للقرآن‏.‏

قيل إنه كان يختم في ثلاث ويقرأ في رمضان سبع عشرة ختمة‏.‏

ورزق سعادة عظيمة في أيامه فأنشأ جامع دمشق‏.‏

وافتتحت في أيامه الهند والترك والأندلس‏.‏

وكان كثير الصدقات‏.‏

جاء عنه أنه قال‏:‏ لولا ذكر الله آل لوط في القرآن ما ظننت أن أحدًا يفعله‏.‏

وفي أواخرها قتل قتيبة بن مسلم بخراسان‏.‏

وقد وليها عشر سنين‏.‏

قال خليفة‏:‏ خلعه سليمان بن عبد الملك فقتلوه‏.‏

قلت‏:‏ كان بطلًا شجاعًا‏.‏

هزم الكفار وغير مرة وافتتح عدة مدائن‏.‏

سنة سبع وتسعين فيها توفي سعيد بن جابر المدني صاحب أبي هريرة‏.‏

والفقيه طلحة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري قاضي المدينة‏.‏

وهو أحد الطلحات الموصفين بالجود‏.‏

روى عن عثمان وغيره‏.‏

وفيها أو في سنة ثمان توفي قيس بن أبي حازم الأحمسي البجلي الكوفي وقد جاوز المائة‏.‏

وفيها أو في سنة ست محمود بن لبيد الأنصاري الأشهلي‏.‏

قال البخاري‏:‏ له صحبة‏.‏

وذكره مسلم وغيره في التابعين‏.‏

وله عدة أحاديث حكمها الإرسال‏.‏

وحج بالناس خليفتهم سليمان بن عبد الملك‏.‏

فتوفي معه بوادي القرى أبو عبد الرحمن موسى بن نصير الأعرج الأمير الذي افتتح الأندلس وأكثر المغرب‏.‏

وكان من رجال العالم حزمًا ورأيًا وهمةً ونبلًا وشجاعةً وإقدامًا‏.‏

سنة ثمان وتسعين فيها غزا المسلون قسطنطينية وعلى الناس مسلمة‏.‏

وفيها افتتح يزيد بن المهلب بن أبي صفرة جرجان‏.‏

وفيها توفي أبو عمرو الشيباني الكوفي واسمه سعيد بن إياس عن مائة وعشرين سنة‏.‏

وكان يقرىء الناس بمسجد الكوفة روى عن علي وابن مسعود‏.‏

وفيها أبو هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية الهاشمي المدني‏.‏

وهو الذي أوصى إلى محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وصرف الشيعة إليه ورفع إليه كتبًا وأسر إليه أشياء‏.‏

وفيها أو في التي بعدها عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي الكوفي الفقيه العابد‏.‏

أدرك

وفيها على الصحيح توفي عبيد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي المدني‏.‏

أحد الفقهاء السبعة ومؤدب عمر بن عبد العزيز‏.‏

وفيها كريب مولى ابن عباس‏.‏

وكان كثير العلم كبير السن والقدر‏.‏

قال موسى بن عقبة‏:‏ وضع عندنا كريب عدل بعير من كتاب ابن عباس‏.‏

وفيها عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية الفقيهة وكانت في حجر عائشة فأكثرت عنها‏.‏

سنة تسع وتسعين فيها توفي محمود بن الربيع الأنصاري الخزرجي المدني‏.‏

وقد عقل مجة مجها رسول الله صلى الله عليه وسلم من بئر في دارهم وله أربع سنين‏.‏

ونافع بن جبير بن مطعم النوفلي المدني‏.‏

وكان هو وأخوه محمد من العلماء‏.‏

ولنافع رواية عن الزبير والعباس وكان محمد من علماء قريش وأشرفهم‏.‏

توفي قريبًا من أخيه‏.‏

وفيها إن شاء الله توفي عبد الله بن محيريز الجمحي المكي نزيل بيت المقدس وكان عابد الشام في زمانه‏.‏

قال رجاء بن حيوة‏:‏ إن يفخر علينا أهل المدينة بعابدهم ابن عمر فإنا نفخر عليهم بعابدنا ابن

وفي عاشر صفر توفي الخليفة ابو أيوب سليمان بن عبد الملك الأموي وله خمس وأربعون سنة‏.‏

وكانت خلافته أقل من ثلاث سنين‏.‏

وكان فصيحًا فهمًا محبًا للعدل والغزو عالي الهمة‏.‏

جهز الجيوش لحصار القسطنطينية وسار فنزل على قنسرين رداءًا لهم‏.‏

وقرب ابن عمه عمر بن عبد العزيز وجعله وزيره ومشيره ثم عهد إليه بالخلافة‏.‏

وكان أبيض مليح الوجه مقرون الحاجبين يضرب شعره منكبيه‏.‏

سنة مائة وفيها توفي أبو أمامة أسعد بن سهل بن جنيف الأنصاري المدني واسمه أسعد ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

روى عن عمر وجماعة‏.‏

وكان من علماء المدينة‏.‏

وفيها وقيل في سنة عشر ومائة أبو الطفيل عامر بن وائلة ابن الأسقع الكناني الليثي‏.‏

وهو آخر من من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا‏.‏

وكان من شيعة علي ترك الكوفة وتوفي بمكة‏.‏

وفيها بسر بن سعيد المدني الزاهد العابد المجاب الدعوة‏.‏

روى عن عثمان وزيد بن ثابت‏.‏

وولاؤه لبني الحضرمي‏.‏

وفيها خارجة بن زَيد بن ثابت الأنصاري المدني المفتي‏.‏

أحد الفقهاء السبعة‏.‏

وتفقه على والده‏.‏

وفيها أبو عثمان النهدي عبد الرحمن بن مل بالبصرة‏.‏

وكان قد أسلم وأدى الزكاة إلى عمال النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وحجَ في الجاهلية‏.‏

وعاش مائة وثلاثين سنة وصحب سلمان الفارسي اثنتي عشرة سنة‏.‏

وفيها شهر بن حوشب الأشعري الشاميّ‏.‏

قرأ القرآن على ابن عباس‏.‏

وكان عالمًا كثير الرواية الحديث‏.‏

وفيها حنش بن عبد الله الصَّنعاني صَنعاءُ دمشق كان مع علي بالكوفة‏.‏

ثم ولي عشور إفريقية‏.‏

وروى عن جماعة‏.‏

وفيها مسلم بن يسار المكي ثم البصري‏.‏

روى عن ابن عمر وغيره‏.‏

وكان من عباد البصرة وفقهائها‏.‏

قال ابنُ عَون‏:‏ كان لايفضل عليه أحد في ذلك الزمان‏.‏

وقال محمد بن سعد‏:‏ كان ثقةً فاضلًا عابدًا وَرِعًا‏.‏

وفيها عيسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي‏.‏

أحدُ أشراف قريش وحكمائها وعقلائها‏.‏

روى عن أَبيه وجماعة‏.‏

في رجب توفي الامامُ العادلُ أميرُ المومنين وخامسُ الخلفاء الراشدين أبو حفص عمر بن عبد العزيز بن مروان الأموي بدير سمعان من أرض المعرة وله أربعون سنة‏.‏

وكانت خلافته سنتين وخمسة أَشهر‏.‏

كمثل خلافة الصديق‏.‏

وكان أَبيض جميلًا نحيفَ الجسم حسن الحية بجبهته أثر حافر فرس شجه وهو صغير‏.‏

فكان يقال له أشجُّ بني أمية‏.‏

وحفظ القرآن في صغره فبعثه أبوه من مصر فتفَقه بالمدينة حتى بلغ رتبة الاجتهاد‏.‏

ومناقبُه كثيرة رضي الله عنه‏.‏

وجدُّه لأُمه عاصم بن عمر بن الخطاب‏.‏

وفيها توفي أبو صالح السمان ذكوان صاحب أَبي هريرة‏.‏

قال أحمد بن حنبل‏:‏ كان ثقةَ من أجل الناس‏.‏

وفيها أو في سنة مائة ربعي بن حراش أَحد علماء الكوفة وعبادها‏.‏

وقد شهد خطبة عمر بالجابية‏.‏

قيل إِنه لم يكذب قط‏.‏

رحمه الله عليه‏.‏

وكان قد آلى أن لا يضحك حتى يعلم أفي الجنة هو أَو في النار‏.‏

وفيها مقسم مولى ابن عباس‏.‏

ولم يكن مولاه بل مَولى عبد الله بن الحارث بن نَوفَل وأضيف إلى ابن عبّاس لملازمته له‏.‏

وفيها محمد بن مروان بن الحكم الأمير والد الخليفة مروان‏.‏

وكان بطلًا شجاعًا شديد البأس‏.‏

وفيها وقيل في سنة خمس وتسعين الحسنُ بن محمد بن الحنفية الهاشمي العلوي ورد أنه صنف كتابًا في الإرجاء ثم ندم عليه‏.‏

وكان من عقلاء ِبني هاشم وعلمائهم‏.‏

وفيها استعمل يزيد بن عبد الملك أخاه مسلمة على إمرة العراقين وامره بمحاربة يزيد بن المهلب وكان قد خرج عليه فحاربه حتى قتل في السنة الآتية‏.‏

وممن توفي بعد المائة‏:‏ ابراهيم بن عبد الله بن حنين المدني له عن أبي هريرة‏.‏

وإبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس الهاشمي المدني له ابن عباس وميمونة‏.‏

وعبد الله بن شقيق العقيلي البصري سمع من عُمر والكبار‏.‏

والقطامي الشاعر المشهور‏.‏

ومُعاذةْ العدوية الفقيهة العابدة بالبصرة‏.‏

وعراك بن مالك المدني‏.‏

ومُورق العجلي‏.‏

وبشير بن يسار المدني الفقييه‏.‏

وأبو السوار العدويّ البَصري الفقيه صاحب عمران بن حنين‏.‏

وعبد الرحمن بن كعب بن مالك الأنصاري‏.‏

وحفصة بنت سيرين الفقيهة العابدة‏.‏

وعائشة بنت طلحة التيمية التي أصدَقَها مصعبُ بن الزبير مائة ألف دينار‏.‏

وعبد الرحمن بن أبي بكرة أول من ولد بالبصرة‏.‏

ومعبد بن كعب بن مالك‏.‏

وذو الرمة الشاعر المشهور‏.‏

وأبو الأشعث الصنعاني الشامي‏.‏

وزيادٌ الأعجم الشاعر‏.‏

وسعد بن أبي هند‏.‏

وأبو سلام ممطور الحبشي الأسود‏.‏

وأبو بكر بن أبي موسى الأشعري القاضي‏.‏

سنة اثنتين ومائة كان يزيد بن المهلب بن أبي صُفرةَ أمير الصلاة لسليمان‏.‏

فولي عمر فعزله وسجنه‏.‏

فلما توفي عمر أخرجه خواصه من السجن‏.‏

وتوثب على البصرة وفرّ منه عاملها‏.‏

عدي بن أرطاة

الفَزَاري‏.‏

ونصب يزيد رايات سودًا وتسمى بالقحطاني وقال‏:‏ أدعو إلى سيرة عمر بن الخطاب‏.‏

فجاء مسلمة وحاربه‏.‏

ثم قتل في صفر‏.‏

وكان جوادًا ممدحًَا كثير العزو والفتوح‏.‏

وفيها توفي بخراسان الضحاك بن مزاحم الهلاليَ صاحب التفسير‏.‏

وثقه الامام أحمد وغيره‏.‏

وورد أنه كان فقيه مكتب عظيم فيه ثلاثة آلاف صبي‏.‏

وكان يركب حمارًا ويدور عليهم إذا عيي‏.‏

وفيها توفي أبو المتوكل الناجي بالبصرة‏.‏

واسمه علي بن داود‏.‏

روى عن عائشة وجماعة‏.‏

وفيها توفي افريقية أبو العلاء‏.‏

ولما قتل يزيد بن المهلب في المعركة عهد لابنه معاوية‏.‏

فأخرج من الجيش عدي بن أرطاة في جماعة فذبحهم صبرًا‏.‏

سنة ثلاث ومائة فيها توفي عطاءُ بن يسار المدني الفقيه‏.‏

مَولى مَيمونة أم المؤمنين‏.‏

ثقة إمام كان يقص بالمدينة‏.‏

روى عن كبار الصحابة‏.‏

قال خصيف‏:‏ كان أعلمهم بالتفسير‏.‏

وعن مجاهد قال‏:‏ عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة وقال لي ابن عمر‏:‏ وددت أَن نافعًا يحفظ كحفظك‏.‏

قال سلمة بن كهيل‏:‏ ما رأيت أَحدًا أراد بهذا العلم وجه الله إلا عطاءً وطاوسًا ومجاهدًا‏.‏

وفيها مصعب بن سعد بن أبي وقاَص الزهري المدني‏.‏

وكان فاضلًا كثير الحديث‏.‏

روى عن علي والكبار‏.‏

وفيها موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي بالكوفة‏.‏

روى عن والده وعثمان‏.‏

وقال أبو حاتم‏:‏ هو أفضل إخوته بعد محمد‏.‏

وكان يسمى في زمانه المهدي‏.‏

وفيها مقرئ الكوفة يحيى بن وثاب الأسدي مولاهم‏.‏

أَخذ عن ابن عباس وطائفة‏.‏

قال الاعمش‏:‏ كنت إذا رأَيته قد جاء قلتُ‏:‏ هذا قد وقف للحساب‏.‏

كان يعدد ذنوبه رحمه الله‏.‏

وفيها يزيد بن الأصم العامري ابن خالة ابن عباس‏.‏

نزل الرقة‏.‏

وروى عن خالته ميمونة وطائفة‏.‏

سنة أربع ومائة

فيها وقعة بهرازان دون الباب بفرسخين‏.‏

التقى المسلمون وعليهم الجراح الحكمي هم والخاقان‏.‏

فهزموه بعد قتال عظيم‏.‏

وقتل خلق من الكفار‏.‏

وفيها توفي خالد بن معدان الكلاعي الحمصي الفقيه العابدْ‏.‏

سمعه صفوان يقول‏:‏ لقيت سبعين من الصحابة‏.‏

وقال يحيى بن سعيد‏:‏ ما رأيتُ ألزم للعلم منه‏.‏

وقال الثوري‏:‏ ما أقدم عليه أحدًا‏.‏

وروي عنه أَنه كان يسبح في اليوم أربعين ألف تسبيحة‏.‏

وفيها وقيل قبل المائة عامر بن سعد بن أبي وقاص الزُهري أحد الإخوة التسعة‏.‏

وكان ثقةَ كثير العلم‏.‏

وفيها وقيل سنة ثلاث الحبر العَلاَمة أبو عمرو عامر بن شراحيل الشعبي الكوفي عن بضع وثمانين سنة‏.‏

وقال‏:‏ ما كتبت سوداء في بيضاء‏.‏

وقال ابن المديني‏:‏ ابن عباس في زمانه وسفيان الثوري في زمانه والشعبي في زمانه‏.‏

وفيها وقيل في سنة سبع أبو قلابة الجرمي عبد الله بن زيد البصري الإمام‏.‏

وقد طُلب للقضاء فهرب‏.‏

وقدم الشام فنزل بدارَيا‏.‏

وكان رأسًا في العلم والعمل‏.‏

سمع من سمرة وجماعة‏.‏

وفيها أبو بردة عامر بن أبي موسى الأشعري قاضي الكوفة وأحد الأئمة‏.‏

لقي عليًا والكبار‏.‏

في رمضان التقى الجراحِ الحكَمي وخاقان ملك الترك‏.‏

ودام الحرب أيامًا ثم نصر الله دينه وهزم الترك شر هزيمة‏.‏

وكان المصاف بناحية إرمينية‏.‏

وفيها غزا الرومَ عثمانْ بن حيان المري الذي ولي المدينة للوليد بن عبد الملك‏.‏

وكان ظالمًا يقول الشعر على المنبر في خطبته‏.‏

وقد روى له مسلم‏.‏

وفي شعبان توفي الخليفة أبو خالد يزيد بن عبد الملك بن مروان‏.‏

وجدُّه لأمه يزيد بن معاوية‏.‏

عاش أربعًا وثلاثين سنة‏.‏

وَولي أربع سنين وشهرًا‏.‏

وكان أبيض جسيمًا مدور الوجه‏.‏

قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلَم‏:‏ لما استخلفَ قال‏:‏ سيروا سيرة عمر ابن عبد العزيز فأتوه بأربعين شيخًا شهدوا له أن الخلفاء لاحساب عليهم ولا عذاب‏.‏

وفيها على الأصح أبو رجاء العطاردي بالبصرة عن مائة وعشرين سنة أو أقل‏.‏

واسمه عمران بن ملحان‏.‏

أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ عن عمر وطائفة‏.‏

وفيها المسيب بن رافع الكوفي‏.‏

سمع البراء وجماعة‏.‏

وفيها عمارة بن خزيمة بن ثابت‏.‏

روى عن أبيه ذي الشهادتين وجماعة يسيرة‏.‏

وهو مدني‏.‏

وفيها توفي الأخوان عبيد الله وعبد الله ابنا عبد الله بن عمر بن الخطاب‏.‏

وكان عبد الله وصي وفيها سليمان بن بريدة بن الحصيب الأسلمي روى عن أبيه وعائشة وغيرهما‏.‏

وفيها أبان بن عثمان بن عفان الأموي المدني الفقيه‏.‏

روى عن أبيه‏.‏

قال ابن سعد‏:‏ كان به صمم ووضح كثير‏.‏

وأصابه فالج قبل موته بسنة‏.‏

سنة ست ومائة فيها استعمل هشام بن عبد الملك على العراق خالد بن عبد الله القسري فدخلها وقبض على متوليها عمر بن عبد الله القسري‏.‏

فدخلها وقبض على متوليها عمر بن هبيرََة الفزاري وسجنه‏.‏

فعمد غلمانه فنقبوا سربًا إلى السجن أخرجوه منه‏.‏

وهرب إلى الشام‏.‏

وأجاره مسلمة بن عبد الملك‏.‏

مات قريبًا من ذلك‏.‏

وفيها غزا المسلمون فرغانة والتقوا الترك فقتل في الوقعة ابن خاقان‏.‏

وانهزموا ولله الحمد‏.‏

وفيها غزا الجراح الحكَمي ووغل في بلاد الخزر‏.‏

فصالحوه وأعطوه الجزية‏.‏

وحج بالناس خليفتهم هشام‏.‏

وفيها توفي سالم بن عبد الله بن عمر العَدَوِي المدني الفقيهُ القدوة‏.‏

وكان شديد الأَدمة خشن العيش يلبس الصوف ويخدم نفسه‏.‏

قال أحمد وإسحاق‏:‏ أصح الأسانيد‏:‏ الزهري عن سالم عن أبيه‏.‏

وفيها توفي طاوس بن كَيسان اليماني الجندي أحَدُ الأعلام علمًا وعملًا‏.‏

أخذ عن عائشة وطائفة‏.‏

توفي بمكة‏.‏

وفيها‏:‏ قاله خليفةُ‏:‏ أبو مجلز لاحق بن حُمَيد البصريّ‏.‏

أحد علماء البصرة‏.‏

لقِي كبارَ الصحابة كأَبي موسى وابن عباس‏.‏

قال هشام بن حبان‏:‏ كان قليلَ الكلام فإذا تكلم كان من الرجال‏.‏

سنة سبع ومائة فيها عزل هشام الجرَاح بن عبد الله الحكَمي عن أذربيجان وإرمينية واستعمل أخاه مَسلمةََ‏.‏

فغزا وافتتح في رمضان قَيسارية عنوةً‏.‏

وفيها توفي سلَيمان بن يسار المدني أخو عطاء وهم عدة إخوة‏.‏

وكان أحدَ الفقهاء السبعة‏.‏

أخد عن عائشة وطائفة‏.‏

قال الحسن بن محمد بن الحنفية‏:‏ سليمان بن يسار عندنا أفهم من سعيد بن المسيب‏.‏

وفيها عكرِمة بن عبد الله أبو عبد الله البربري ثم المدني مولى ابن عباس أحد الأعلام‏.‏

وقيل توفي في العام الماضي‏.‏

وكان كثير التنقل في الأقاليم‏.‏

دخل اليمن وخُراسان وَالمغرب‏.‏

وكانت الأمراء تكرمه وتصله‏.‏

وقال عِكرِمة‏:‏ طلبتُ العلم أربعين سنة‏.‏

وفيها وقيل سنة خمسٍ عطاءُ بن يزيد الليثِي المدنيّ صاحبُ نميم الداري‏.‏

وفيها وقيل في سنة ثمان القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق التيميّ المدني الإمام‏.‏

نشأ في حجر عمته عائشة فأكثر عنها‏.‏

قال يحيى بن سعيد‏:‏ ما أدركنا أحدًا نفضله بالمدينة على القاسم‏.‏

وعن أبي الزناد قال‏:‏ ما رأيت فقيهًا أَعلم منه‏.‏

وقال ابن عيينة‏:‏ كان القاسم أفضل أهل زمانه‏.‏

وعن عمر بن عبد العزيز قال‏:‏ لو كان أمر الخلافة إلي لما عدلت عن القاسم‏.‏

قلت‏:‏ لأن سليمان بن عبد الملك عهد إلى عمر بالخلافة وليزيد من بعده‏.‏

وفيها مات كثير عزة أبو صخر الخزاعي المدني الشاعر المشهور‏.‏

كان شيعيًا غاليًا يؤمن بالرجعة‏.‏

فيها غزا أسد بن عبد الله القسرِِيّ أمير خراسان فالتقاه الغوز في جمع عظيم فهزمهم‏.‏

وفيها زحف ابن خاقان إلى اذربَيجان وحاصر مدينة ديان كذا ونصَب عليها المجانيق‏.‏

فساد إليه المسلمون فهزموه وقتلوا من جيشه خلقًا ولكن استشهد أميرهم الحارث بن عمرو‏.‏

وفيها توفي أبو عبد الله بَكرُ بن عبد الله المُزَني البصري الفقيه‏.‏

روى عن المغيرة بن شعبة وجماعة‏.‏

وقيل توفي سنة ست‏.‏

وفيها وقيل سنة تسع أبو نضرة العبدي‏.‏

واسمه المنذر بن مالك‏.‏

أحد شيوخ البصرة‏.‏

أدرك عليًا وطلحة والكبار‏.‏

وفيها يزيد بن عبد الله بن الشخير البصري أخو مطَرِّف‏.‏

كان جليل القدر ثقة مشهورًا‏.‏

لقي عمران بن حصين وجماعة‏.‏

وعاش نحوًا من تسعين سنة‏.‏

وقيل بقي إلى سنة إحدى عشرة‏.‏

وفيها‏.‏

وقيل في سنة سبع عشرة محمد بن كعب القرظي الكوفي المولد والمنشإ ثم المدني‏.‏

روى عن كَبار الصحابة‏.‏

وبعضهم يقول‏:‏ ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وكان كبير القدرِ موصوفًا بالعلم والورع والصلاح‏.‏

سنة تسع ومائة

فيها غزا معاوية ابن الخليفة هشام فافتتح حصين القطاسين كذا‏.‏

وفيها توفي أبو نجَيح يسار المكيّ مولى ثقيف ووالد عبد الله بن أبي نجيح‏.‏

روى عن أَبي سعيد وجماعة‏.‏

قال أحمد بن حنبل‏:‏ كان من خيار عباد الله‏.‏

وفيها أبو حَرب بن أبي الأسود الدّؤلي البصري‏.‏

روى عن عبد الله ابن عمر وجماعة‏.‏

سنة عشر ومائة فيها افتتح معاوية ولد هشام قلعتين من أرض الروم‏.‏

وفيها كانت وقعة الطين التقى مسلمة وطاغية الخزر بقرب باب الأبواب‏.‏

فاقتتلوا أيامًا كثيرةَ‏.‏

ثم كان النصر ولله الحمد في جُمادى الآخرة‏.‏

وفيها كانت وقعة بالمغرب أسر فيها بطريقُ المشركين‏.‏

وفيها توفي إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله التيمي وكان يُسمى أسد قُريش‏.‏

روى عن عائشة وجماعة‏.‏

وولي خراجَ الكوفة لابن الزبير‏.‏

وفيها في شوال محمد بن سيرين أبو بكر شيخ البصرة مع الحسن‏.‏

سمع عمران بن حصين وأبا هريرَة وطائفة‏.‏

وقال مؤرق العجلي‏:‏ ما رأَيت أفقه في ورعه من محمد بن سيرين‏.‏

وقال هشام بن حبان‏:‏ حدثني أصدق من رأَيتُ من البشر محمد بن سيرين‏.‏

قال ابن عَون‏:‏ لم أرَ مثل محمد بن سيرين‏.‏

وكان الشعبِيّ يقول‏:‏ عليكم بذاك الأصم يعني ابن سيرين‏.‏

وتوفي قبله بمائة يوم الحسن بن أَبي الحسن البصري أبو سعيد إمامُ أهل البصرة وَحَبر زمانه‏.‏

وْلد لسنتين بقيتا من خلافة عمر‏.‏

وسمع خطبةَ عثمان وشهد يوم الدار وشهرتُه تغني عن التعريف به‏.‏

قال ابن سعد في الطبقات‏:‏ كان جامعًا عالمًا رفيعًا‏.‏

فقيها حجة مأمونًا عابدًا ناسكًا كثير العلم فصيحًا جميلًا وسيمًا رحمه الله‏.‏

وفيها توفي بمكة أبو الطفيل عامر بن واثلة‏.‏

قاله جرير بن حازم‏.‏

وقد مر سنة مائة‏.‏

وفيها توفي نعيم بن أبي هند الأشجعي الكوفي وهو أقدم شيخ لشعبة‏.‏

ولأبيه صحبة‏.‏

وفيها توفي الفرزدق وجرير شاعر العصر‏.‏

سنة إحدى عشرة ومائة

فيها عُزل مسلمة عن أَذرَبيجان وأعيد الجراح الحكَمي‏.‏

فافتتح مدينة البيضاء التي للخزر‏.‏

فجمع ابن خاقان جمعًا عظيمًا وساق فنازل أردبيل‏.‏

وفيها توفي عطِيّة بن سعد العوفي الكوفي‏.‏

روى عن أبي هرَيرة وطائفة‏.‏

وقد ضربه الحجاج أَربع مائة سوط على أن يشتم عليًا رضي الله عنه فلم يفعل‏.‏

وهو ضعيف الحديث‏.‏

وفيها توفي القاسم بن مخيمرَة الهمداني الكوفيّ نزيلُ الشام‏.‏

روى عن أبي سعيد وعلقمة‏.‏

وكان عالمًا نبيلًا زاهدًا رفيعًا‏.‏

سنة اثنتي عشر ومائة وفيها سار مسلمة في شدة البرد والثلج في بلاد الترك حتى جاوز الباب‏.‏

وافتتح مدائن وحصونًا‏.‏

وافتتح معاوية بن هشام خرشنة من ناحية ملطية‏.‏

وفيها زحف الجراح الحكمي من برذعة إلى ابن خاقان وهو محاصر أردبيل‏.‏

فالتقى الجمعان واشتد القتال فكسر المسلمون وقتل الجراح الحَكمي اليماني رضي الله عنه‏.‏

وغلبت الخزر لعنهم الله على اذربَيجان‏.‏

وبلغت خيولهم إلى الموصل‏.‏

وكان بأسًا شديدًا على الإسلام‏.‏

فإنا

وروى أبو مسهر عن رجلٍ أن الجراح قال‏:‏ تركت الذنوب حياءً أربعين سنة‏.‏

ثم أدركني الورع وكان من قراءِ أهل الشام‏.‏

وقال غيره‏:‏ ولي الجراح خراسان لعمر بن عبد العزيز‏.‏

وكان إذا مر بجامع دمشق يميل رأسه عن القناديل من طوله‏.‏

وفيها غزا الأشرس السلمي فَرْغَانَةَ فاحاطت به التركُ‏.‏

وفيها أخذت الخَزَزُ أردَبيل بالسيف‏.‏

فبعث هشام إلى أذربيَجان سعيدَ بن عمرو الجرشي‏.‏

فالتقى الخزر وهزمهم واستنقذَ شيئًا كثيرًا وغنائم ولَطفَ الله‏.‏

وفيها توفي أبو المقدام رجاء بن حيْوة الكندِي الشامي الفقيه‏.‏

روى عن معاوية وطبقته‏.‏

وكان شريفًا نبيلًا‏.‏

كامل السؤدد‏.‏

قال مطر الوراق‏:‏ ما رأيت شاميا أفقه منه‏.‏

وقال مكحول‏:‏ هو سيد أهل الشام في أنفسهم‏.‏

وقال مسلَمة‏:‏ الأمير في كندة رجاء بن حَيوة‏.‏

وعبادةُ بن نسَي وعدي بن عدي‏.‏

إن الله لينزل بهم الغيث وينصر بهم على الأعداء‏.‏

وفيها القاسم أبو عبد الرحمن الدمشقي الفقيه‏.‏

مولى آل معاوية‏.‏

وفيها طلحة بن مصرف اليامي الهمداني الكوفي‏.‏

وكان يسمى سيد القراء‏.‏

قال أَبو معشر‏:‏ ما ترك بعده مثله‏.‏

قلتُ‏:‏ وكان يقدَم عثمان‏.‏

وكان أقرأ أَهل الكوفة‏.‏

فبلغه إجماعُهم على ذلك فذهب يقرأ على الأعمش رفيقه لتنزل رتبته في أعينهم‏.‏

سمع عبد الله بن أبي أوفَى وصغار الصحابة ومات كهلًا‏.‏

سنة ثلاث عشرة ومائة فيها التقى المسلمون والترك بظاهر سمرقَند‏.‏

فاستشهد أميرهم وعامة أصحابه‏.‏

وهو الأمير َسوْرَةُ بن أَبجر الدارمي عامل سمرقند‏.‏

ثم التقاهم الجُنيد المرّي فهزمهم‏.‏

وفيها أعيدَ مَسْلَمة إلى ولاية أذربيجان وإرمينية‏.‏

فالتقى خاقان‏.‏

واقتتلوا قتالًا عظيمًا وتحاجزوا ثم التقوا بعدها فانهزم خاقان‏.‏

وفيها غزا المسلمون وهم ثمانية آلاف وعليهم مالك بن شبيب الباهلي فوغل بهم في أرض الروم فحشدوا لهم والتقوا‏.‏

فانكسر المسلمون وقتل أميرهم مالك‏.‏

وقتل معه عبد الوهاب بن بخت مولى بني مروان‏.‏

وكان موصوفًا بالشجاعة والإقدام‏.‏

روى عن ابن عمر وأنس‏.‏

ووثقه أبو زرعة‏.‏

وكان معه الأمير أبو محمد البطال ويقال أبو يحيى واسمه عبد الأنطاكي‏.‏

أحد الشجعان الذين يضرب بهم المثل‏.‏

وله مواقف مشهودة‏.‏

وكان طليعةَ جيش مسلمة‏.‏

وله اخبارٌ في الجملة‏.‏

لكن كذبوا عليه وحملوه من الخرافات والكذب ما لا يحد ولا يوصف‏.‏

وفيها توفي فقيه الشام أبو عبد الله مكحوِل مَولى بني هذيل‏.‏

أرسل عن طائفة من الصحابة وسمع من واثِلَة بن الأسقع وأَنس وأبي أمامة الباهلي وخلق‏.‏

قال ابن إسحاق‏:‏ سمعته يقول‏:‏ طفت الأرض في طلب العلم‏.‏

وقال أبو حاتم‏:‏ ما أعلم بالشام أفقه من مكحول‏.‏

وقال سعيد بن عبد العزيز‏:‏ أعطوا مكحولًا مرة عشرة آلاف دينار فكان يعطى الرجل خمسين دينارًا‏.‏

وقال الزّهري‏:‏ العلماء ثلاثة فذكر منهم مكحولًا‏.‏

وفيها توفي ابو إياس معاوية بن قرّة المدني البصريّ عن ثمانين سنة‏.‏

وكان يقول‏:‏ لقيت ثلاثين صحابيًا‏.‏

وفيها توفي يوسف بن ماهَك المكيّ‏.‏

روى عن عائشة وجماعة‏.‏

وقد لقيه ابن جُرَيْج وغيره‏.‏

فيها عُزل مسلَمَةُ عن أذربَيْجَان والجزيرة ووليها مروان الحمار‏.‏

فسار مروان حتى جاوز نهر الروم‏.‏

فأغار وقتَل وسبى خلقًا من الصقالبة‏.‏

وفي رمضان على الأصَحّ وقيل في سنة خمس عشرة توفي فقيهُ الحجاز الإمامُ أبو محمد عَطَاءُ بن أبي رباح أسلم المكيّ مولى قريش عن سن عاليَة‏.‏

وكان من مولدي الجند أسودَ مُفَلفَلَ الشعر‏.‏

سمع عائشة وأبا هُريرة وابن عباس‏.‏

قال أبو حنيفة‏:‏ مارأيت أفضل منه‏.‏

وقال ابن جرَيج‏:‏ كان المسجد فراش عَطاءٍ عشرين سنة‏.‏

وكان من أحسن الناس صلاة‏.‏

وِقال الأوزاعيّ‏:‏ مات عطاءٌ يَوم مات وهو أرضى أهلِ الأرض عند الناس‏.‏

وقال إسماعيلُ بن أمية‏:‏ كان عطاءُ يُطيل الصّمت فإذا تكلم يخيل إلينا أنه يُؤيد كذا‏.‏

وقال غيره‏:‏ كان لا يفترْ عن الذكر‏.‏

وفيها وقيل في سنة سبع عشرة علي بن رباح اللخميّ المصري وهوِ في عشر المائة‏.‏

حمل عن عدة من الصحابة وَولي غزو إفريقية لعبد العزيز بن مروان‏.‏

وكَان من علماء زمانه‏.‏

وفيها توفي السيد أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الباقر‏.‏

وِلد سنة ست وخمسين من الهجرة‏.‏

وروى عن أبي سعيد الخدري وجابر وعدة‏.‏

وكان من فقهاء

وفيها أبو عبد الله وهب بن منَبه الصنعاني الحبر العلامةُ عن ثمانين سنه‏.‏

روى عن ابن عباس وجماعة‏.‏

وكان شديدَ العناية بكتب الأولين وأخبارِ الأمم وقصصهم بحيث أنه كان يشبه بكعب الأَحبار في زمانه‏.‏

سنة خمس عشرة ومائة فيها وقيل في الماضية الفقيه أبو محمد الحكم بن عتيبة الكوفي مولى كندة‏.‏

أخذ عن أبي حجيفة السوائي وغيره‏.‏

وتفقه على إبراهيم النخعي‏.‏

قال مَغيرة‏:‏ كان الحكم إذا قَدم المدينة أخلوا له ساريةَ النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إليها‏.‏

وقال الأوزاعي‏:‏ قال لي عَبْدَةُ بن أبي لُبابة‏:‏ هل لقيت الحكم قلتُ‏:‏ لا‏.‏

قال‏:‏ فاْلَقهُ فما بين لابتيها أفقه منه‏.‏

وفيها قاضي مرو أبوِ سهيل عبدالله بن ُبريْدَة الأسلمي عن مائة سنة‏.‏

روى عن أبي موِسى وعائشة وطائفة‏.‏

وفيها توفي أبوِ يحيى عمير بن سعيد النخعي وقد قارب المائة أو جاوزها‏.‏

وحديثه عن علي في الصحيحين‏.‏

وهو أكبر شيخ لِمسْعَر‏.‏

وفيها تُوفي الُجنْيدُ بن عبد الرحمن المري الدمشقي الأمير على خراسان‏.‏

والسند‏.‏

وكان أحد الأجواد‏.‏

سنة ست عشرة ومائة فيها توفي عدِيّ بن ثابت الأنصاري الكوفي إِمام مسجد الشيعة وقاصهم‏.‏

روىعن البَراء وطائفة‏.‏

وعَمْرُو بن مُرّة المرادي الكوفي الضرير‏.‏

سمع ابن أبي أَوْفي وجماعة‏.‏

وكان حجةً حافظًا‏.‏

قال مِسْعَر‏:‏ ما أدركتُ أحدًا أَفضل منه‏.‏

وفيها مُحارب بن دثار السدوسي قاضي الكوفة سمع ابن عمرُ وجابرًا وطائفة‏.‏